في زمن يكسوه الخراب حيث باتت اوروبا ساحة لصراع مرير بين البشرية ومخلوقات الكيميرا المتحورة تبدأ حكاية الملازم جيمس غرايسون في لعبة Resistance Retribution PPSSPP، فقبل شهرين من تدمير برج الكيميرا المركزي في لندن وهزيمة جيوشهم في بريطانيا وجد الملازم جيمس غرايسون شقيقه جوني قد تحول جزئيا الى كيميرا، وطبقا للبروتوكول فيما يتعلق بالجنود المصابين فأن عليه قتله، حيث اضطر لقتل شقيقه المصاب لينقلب قلبه الى ساحة حرب لا تقل شراسة عن تلك التي تجتاح اوروبا حيث فر غرايسون من صفوف البحرية البريطانية لا هروبا من الواجب بل سعيا للانتقام ليدمر بيديه 26 مركزا للتحويل قبل ان يلقى القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم عقوبتها الاعدام وحكم عليه بالاعدام، لكن القدر يفتح له بابا اخر عبر صفقة تقدمها له الملازمة راين بوشار من حركة الماكي الفرنسية وهي العفو مقابل الانضمام اليهم في حربهم السرية ضد الكيميرا.

وهكذا تبدأ عملية ضربة مفرطة التي تقود غرايسون من هولندا الى باريس عبر ساحات قتال تتغير فيها التحالفات وتختبر فيها الانسانية في كل خطوة لكنه لا يواجه الكيميرا وحدهم بل ايضا خيبات الثقة والتحولات الصادمة، وفي قلب القصة تكشف لنا اللعبة عن عمق التورط البشري في حرب الكيميرا وعن العلماء الذين يضحون بأعز ما يملكون من اجل لقاح وعن بشر يتخلون عن انسانيتهم طوعا من اجل امل وهمي حيث يتضح ان راين بوشار التي كانت رمزا للمقاومة هي نفسها المتحكم في جحافل الكيميرا لذا يقوم بقتلها، وتسدل الستارة على المشهد الاخير على جندي كانت انسانيته سلاحه الاول لكن اصيب بفيروس الكيميرا هو الاخر.

اسلوب اللعب في اللعبة يترجم هذه القصة الى حركة واثارة متواصلة بخروجها من اطار التصويب من المنظور الاول الى منظور الشخص الثالث وكأن اللعبة تعيد تعريف كيفية شعورك وانت تقاتل لا كعدسة ترى من خلف السلاح بل كعين تراقب جسدك المتعب وهو يشق طريقه بين الحطام والجثث والكائنات الغريبة، نظام التصويب في اللعبة يقدم بدقة مدروسة خاصة وانه صمم خصيصا لجهاز PSP ذي الامكانيات المحدودة مقارنة بمنصات اخرى، وما يجعله متميز هو دمج الية التصويب الذكي الذي تساعدك على التصويب التلقائي هذا الى حد ما دون ان يسلبك متعة التحدي وحركة اللاعب ويغير الاسلحة بلمح البصر، ويملك جيمس ترسانة اسلحة متنوعة بين الرشاشات والقناصات والقنابل واسلحة الكيميرا المتطورة كل سلاح له استخدامه المناسب ويجعلك تشعر ان لكل معركة تكتيكا خاصا لا مجرد ضغط ازرار عشوائي.

اوضاع اللعب تنقسم بين المغامرة الفردية التي تأخذك في قصة غرايسون الكاملة وبين اوضاع اللعب الجماعي التي كانت انذاك ثورة على جهاز PSP حيث بإمكانك ان تدخل في معارك Team Deathmatch او Capture the Flag مع ما يصل الى 8 لاعبين اونلاين وهو رقم كان مذهلا انذاك، كما اضيف خيار مثير ان قمت بتوصيل اللعبة بجهاز PlayStation 2 حيث يمكنك فتح قدرات خاصة عبر وضع Infected Mode حيث يحصل جيمس على قدرات كيميراوية جزئية تغير من اسلوب اللعب بشكل كبير وتمنحك ادوات لا تقدر بثمن في المعارك مثل التنفس تحت الماء او الدقة الفائقة، ويرتدي جيمس زي سبيكتر ويتمتع غرايسون بقدرة على تجديد صحته تلقائيا ولا يحتاج لحقائب العلاج، كما يصبح قادرا على التنفس تحت الماء مما يتيح له الوصول الى مناطق سرية لم تكن ممكنة سابقا، بالاضافة الى ذلك تظهر مجموعة جديدة تماما من الوثائق الاستخباراتية وعند جمعها جميعا يتم فتح القنابل البلازمية وجزء اضافي من القصة.

وعند مقارنة هذه اللعبة بسابقتيها نجد ان العاب التصويب السابقة للسلسلة كانت من منظور الشخص الاول مثل Resistance Fall of Man وResistance 2 ففي تلك الاصدارات كنا نرى العالم من خلال عيون نيثان هيل البطل الامريكي الذي يقود المعركة من الاراضي البريطانية لكن Retribution خرجت عن القاعدة وكسرت النمط حيث ستجد تغيير واضح هو التحول الى منظور الشخص الثالث مما اضفى على التجربة بعدا انسانيا اكبر فنحن نرى ملامح جيمس والامه ودمائه وحركات جسده المثقل بالحرب هذا التغيير لم يكن مجرد قرار تقني بل اختيار فني اعاد السلسلة الى جوهرها العاطفي، الاختلاف ا، لاخر الكبير هو موقع الاحداث فبدلا من بريطانيا او امريكا تدور الاحداث في قلب اوروبا حيث المدن العريقة اصبحت ساحات معارك.