ليست FIFA 12 PPSSPP لعبة تحمل قصة مكتوبة بل هي قصة بأقدام اللاعبين هي ليست حكاية نرويها بل تعيشه داخل الملعب، فحين تفتح اللعبة لاول مرة لا يستقبلك مشهد تمهيدي بل تلقى بك مباشرة في قلب الحلم او المستطيل الاخضر، فجماهير تهتف وخصم ينتظرك على الجانب الاخر، ففي طور Career Mode تبدأ الرحلة حيث انت لاعب شاب لا يعرفه احد او مدرب هاوى تشتعل في داخله نار الطموح حيث تبدأ من القاع لكنك تمضي وتواصل وتتعلم من كل هزيمة، كل موسم في اللعبة هو فصل من روايتك قرار الانتقال والتبديل في التشكيلة والمفاوضات والاصابات المفاجئة هو من اختصاصتك، وثورة الجماهير كلها احداث تبني قصتك الخاصة لا يمليها سيناريست بل تصنعها انت وهكذا دون حوار مكتوب او مقطع درامي حيث تجد نفسك في قلب الملاعب العالمية تنافس وتتحدى بفرقك المفضلة لتصنع المزيد من الانتصارات وتحقق المجد في كرة القدم.

فيفا 12 هي لم تكن مجرد تحديث تقني عابر بل كانت ثورة في كيفية فهمنا لالعاب كرة القدم المخصصة ل PPSSPP، فمنذ اللحظة الاولى تدرك ان هنالك شيئا قد تغير فاللعب اصبح اكثر واقعية والحركة اكثر سلاسة وحتى والتحكم اكثر عمقا ذلك بفضل هذا الاصدار، ايضا فأن محرك التأثير الفيزيائي Impact Engine الذي غير شكل اللعبة حرفيا فلأول مرة في تاريخ السلسلة اصبحت الالتحامات الجسدية بين اللاعبين حقيقية إلى هذا الحد ولم تعد تشاهد مجرد رسوم تتحرك بل تشعر ان هناك وزنا ومقاومة وتفاعلا جسديا بين الاجساد المتصارعة وكل سقطة وكل دفعة وكل احتكاك يحمل طابعا فريدا لا يمكن تكراره وهذا ما منح المباريات طابعا لا يمكن التنبؤ به، ولم تقتصر تأثيرات هذا المحرك على الحركة فحسب بل امتدت لتطال الاصابات التي يتعرض لها اللاعبون خلال المباراة مما اضفى عمقا وتحديا اضافيا للعبة.

الدفاع في اللعبة ايضا نال حصة الاسد من التجديد من خلال نظام الدفاع التكتيكى Tactical Defending الذي الغى الية الضغط التلقائي وجعل الدفاع فنا قائما بذاته واصبحت بحاجة الى قراءة تحركات الخصم واتخاذ وضعية دفاعية صحيحة والتدخل في اللحظة المناسبة، فلم تعد الدفاعات سطرا ينهار او يصمد بل باتت درعا حيا عليك ان تصقله بالممارسة، ومن جهة الهجوم اتى نظام المراوغة الدقيقة Precision Dribbling ليمنح اللاعبين قدرة غير مسبوقة على التحكم بالكرة في اضيق المساحات فلم يعد المهاجم فقط يبحث عن المساحات الواسعة بل اصبح قادرا على خلقها بنفسه باستخدام جسده ولمساته الدقيقة فالمراوغة باتت سلوكا واقعيا، اما الذكاء الاصطناعي فقد قفز قفزة هائلة فنوعية اللاعبون صاروا اكثر وعيا يطلبون الكرة في اللحظة المثالية يفتحون مسارات ويحمون الخطوط الخلفية فلأول مرة تشعر ان فريقك يفهمك االى جانب طور المسيرة المهنية الذي تطور بشكل كبير واصبح لقرارات المدرب المتعلقة بالتشكيلة والرواتب والنجاحات او الاخفاقات اثر مباشر على معنويات اللاعبين وادائهم في الملعب، كما اصبح الاعلام اداة مؤثرة فقد يخرج لاعب ساخط بتصريحات تشعل شائعات الانتقالات وتثير اطماع الاندية الاخرى، وهناك ايضا الاطوار عبر الإنترنت منها نمط المواسم وجها لوجه حيث يدخل اللاعب سلسلة من عشر مباريات في كل موسم يصنف على اثرها في احدى عشرات الدرجات ويتم الانتقال بين الدرجات صعودا وهبوطا حسب النقاط.

وعند النظر إلى FIFA 11 PSP نجد انها كانت لعبة جيدة حيث قدمت تجربة ممتعة لعشاق السلسلة، لكنها كانت تعاني من محدودية في الحركة وركاكة في نظام التصادم وبعد واضح عن الواقعية، الدفاع كان بسيطا الى درجة الملل حيث يمكنك ان تضغط على زر واحد وتستخلص الكرة، اما التصادمات فكانت عبارة عن رسوم متحركة محفوظة تكرر نفسها مهما اختلفت الظروف، كل شيء كان يبدو كأنه مبرمج اكثر مما هو تلقائي لكن لعبة فيفا 12 قلبت الطاولة فكل شيء اعيد بناؤه من بنية الجسد الى قرارات العقل ومحرك التصادم جعل من كل التحام تجربة فريدة والدفاع التكتيكي حول كل لاعب في الخط الخلفي الى مفكر تكتيكي والهجوم لم يعد مجرد سرعة ومهارة بل بات مبنيا على توقيت دقيق ومساحات تخلق وتغلق بثواني، وهكذا يمكن القول ان هذه اللعبة لم تكن مجرد خطوة للأمام بل كانت قفزة هائلة جمعت بين الواقعية الجسدية والعمق التكتيكي والتفاصيل الادارية الدقيقة لتحول اللعبة من محاكاة متوسطة الى تجربة رياضية شاملة لا تنسى.