في عالم لم تخمد فيه نيران الحرب بعد حيث لا صوت يعلو فوق صليل السلاح ونداءات الاستغاثة تعود الينا لعبة Killzone Liberation PPSSPP لتكمل ما بدأته السلسلة من ملاحم دموية ومآسي عسكرية، فبعد شهرين فقط من احداث الجزء الاول وبينما كانت قوات الـ ISA تلتقط انفاسها اذا بالعدو يعود اكثر شراسة بقيادة الجنرال ارمين متراك اليد الحديدية للامبراطور سكولار فيساري الذي اطلق العنان لخطته الدموية باعتقال ثلاثة من ابرز رموز القيادة في صفوف العدو.

ففي هذا الجزء لا تكتفي اللعبة بالسرد او القصة بل تغرسك وسط الجحيم حيث تعود لتلعب دور جان تمبلر القائد العسكري المحنك في مهمات سرية محفوفة بالخيانة والدماء هدفها انقاذ الرهائن وكشف الخائن الذي ينهش من الداخل يرافقه في رحلته صديقه الصلب ريكو فيلاسكيز والمقاتلة الذكية لوغر في سلسلة عمليات حيث تتنقل بين مدن مدمرة وقلعة جبلية متجمدة وشوارع العاصمة المنكوبة سيداه بين هزيمة كوبر ومواجهة متراك وكشف القناع عن الخائن الحقيقي ستراتسون حيث تنسج خيوط حكاية متقنة تنتهي بأسقاط ستراتسون مما يجعل القصة مثيرة ليست فقط تفاصيلها بل الاجواء التي ترسمه في عالم ملوث بالحرب.

فمن اللحظة الاولى ستشعر ان اللعبة لا تريد منك فقط ان تطلق النار بل ان تفكر وان تخطط وان تتصرف وكأنك القائد الحقيقي وسط الفوضى، وذلك على عكس الجزء الاول الذي اتبع اسلوب التصويب من المنظور الاول حيث تأخذنا لعبة كيل زون لابريشن الى زاوية مختلفة تماما من منظور الشخص الثالث حيث يصبح وعيك بالميدان لا يقل اهمية عن دقتك في التصويب، اللعبة تعتمد على الحذر اكثر من التهور والتحرك التكتيكي اكثر من اطلاق النار العشوائي حيث تتحكم في تمبلر وسط خرائط مصممة بعناية مليئة بالمخابئ والكمائن والممرات الضيقة التي قد تكون طريقك للنجاة او فخ موتك حيث تيح لك اللعبة اوامر تكتيكية ايضا خاصة عند مرافقة شخصيات اخرى وغالبا ما يكون هؤلاء الرفاق من زملاء السلاح مثل ريكو ولوغر.

الاعداء ليسوا مجرد اهداف جامدة بل يتحركون بذكاء يختبئون ويطاردون ويستخدمون القنابل والرشاشات بإتقان، كما ستمنح اسلحة متعددة ومركبات قتالية من دراجات نارية مدرعة الى دبابات ثقيلة وكل منها يحمل طابعا خاصا في طريقة اللعب من خلال جمع العناصر المنتشرة في ساحة المعركة مثل صناديق المال حيث تستطيع فتح اسلحة جديدة والتي تظهر في مخازن اسلحة منتشرة في بعض المراحل، وبمجرد جمع كمية كافية من المال تتاح ترقية هذه الاسلحة الى نسخة V2 المحسنة حيث تتحول الاسلحة الموجودة في المخازن الى نسخها المتطورة، وواحدة من ابرز مزايا اللعبة هي التحديات الجانبية وهي مهام صغيرة تمنحك مكافآت حقيقية سواء كانت قدرات جديدة مثل زيادة الذخيرة او تعزيز الدروع او حتى تطويرات في السرعة كل هذا يعزز من احساس التقدم ويجعلك تشعر انك تنمو كمقاتل بمرور الوقت، ولا يمكن تجاهل طور اللعب الجماعي الذي يتيح لك تحدي اصدقائك عبر شبكة الواي فاي حيث يوفر تجربة جماعية لثمانية لاعبين تضيف بعدا جديدا للمعارك تجعلك تدرك ان هذه اللعبة لم تكن مجرد لعبة فردية بل ساحة حرب حقيقية تنتظر الابطال.

وحين نعود بالزمن الى الجزء الاول من Killzone سنجد لعبة تصويب كلاسيكية بمنظور الشخص الاول قائمة على الاشتباك المباشر والدراما الحربية الثقيلة، لكن لعبة كيل زون لابريشن لم تكتف بالبقاء في نفس القالب لقد قررت ان تغير القواعد وان تعيد تعريف اللعبة من جديد سواء في السرد او اسلوب اللعب، والتحول من منظور الشخص الاول الى الشخص الثالث لم يكن مجرد تغيير تقني بل كان فلسفيا حيث ارادت اللعبة ان تريك الحرب من فوق وان تضعك في موقع القائد لا الجندي وان تحملك مسؤولية اكبر وتعطيك مساحة للمناورة والتفكير، القصة ايضا اصبحت اكثر خصوصية لا نتحدث هنا عن جبهات كاملة تنهار بل عن عملية تحرير سرية تركز على الشخصيات وتدخلنا في عمق قراراتها ومصيرها كل شيء صار اكثر قسوة واكثر إنسانية، اما من الناحية التقنية فقد استخدمت اللعبة قدرات الـ PSP بشكل ذكي حيث قدمت رسومات قوية بالنسبة للجهاز مع واجهة تحكم مناسبة للتنقل وتصميم خرائط ذكي ومتدرج في الصعوبة.